١٣‏/١٠‏/٢٠١٢

{~}رحلة البحث عن السعادة{~}

{~}رحلة البحث عن السعادة{~}
نشأت الصغيرة فاتن في أسرة فقيرة... لم يكن لدي والديها هم سوي توفير سبل الحياة الكريمة لها ولإخواتها الثلاثة... كان والدها يعمل في أحد المصانع براتب ضئيل يكاد يكفي احتياج فاتن واخواتها مها و علي و أحمد وكانت والدتها المريضة ربة منزل لا تقوي علي العمل... لم يكمل كلا من أحمد وعلي تعليمهم لكي يساعدوا أبيهم في توفير سبل الحياة الكريمة... ايضآ لم تكمل مها تعليمها لكي تساعدها امها في تدبير شئون المنزل... بينما اصرت الصغيرة فاتن علي إكمال تعليمها بجانب العمل... فكانت تؤمن بأن العلم هو السبيل الوحيد لتحقيق السعادة في الحياة... فقد ظهر تفوق فاتن واضحا في الدراسة... فكانت تذهب لمدرستها كل صباح وعندما تنهي يومها المدرسي تعود سريعا لمنزلها لإستذكار دروسها ثم تذهب لأحد المتاجر التي كانت تعمل بها عاملة نظافة وكانت تستغل راتبها في شراء حاجتها المدرسية وباقي راتبها كانت تعطية لوالدها لعلها بذلك تخفف القليل من الأعباء عن والدها... بالرغم من ذلك كان والدها دائما يطلب منها ترك العمل والدراسة ومساعدة اختها وأمها المريضة في المنزل ولكنها كانت دائمة الرفض... فلم يكن بيد والدها شيء سوي ترك ابنته الصغيرة تفعل ما تريد...أكملت فاتن تعليمها الإعدادي بتفوق فقد كانت الأولي علي مدرستها... فرحت فاتن بذلك كثيرآ وذهبت سريعا لمنزلها لكي تخبر والدتها التي كانت دائما ما تحثها علي طلب العلم بخبر تفوقها...عندما وصلت فاتن للمنزل طرقت الباب وفتحت لها اختها مها وهي تبكي بكاء شديدا سألتها فاتن بصوت مرتفع لماذا تبكي ؟! ماذا حدث ؟1فاستجمعت مها كل قواها واخبرت فاتن بأن امهما مريضة جدا وقد نقلها اخويها وابيها الي المستشفي !! فسالتها فاتن علي اسم هذه المستشفي ؟! وعندما اخبرتها مها علي اسم المستشفي استجمعت فاتن كل قواها لكي تذهب لأمها وبالفعل ذهبت ووجدت ابيها واخويها صامتين فسألتهم بصوت مرتفع والدموع تملأ عينيها...ماذا بكم ؟! أين هي أمي ؟!فأخبرها اخوها علي بصوت منخفض بأن أمهما بحالة حرجة جدآ !! ولم يكن علي كلماته حتي جاء الطبيب وقال لهم أن أمهم توفها الله !! حينها لم تتمالك فاتن نفسها وأخذن تصرخ وتبكي إلي أن وقعت علي الأرض وأغمي عليها... نقلت فاتن الي احد غرف المستشفي وقام الطبيب بإسعافها واستعادت فاتن وعيها ورجعت للمنزل والدموع تغطي وجهها... واخبرت مها بالخبر الذي وقع علي اذنيها وقع الصاعقة... وبعدها رجعت مره اخري هي واختها للمستشفي لكي يودعوا جثمان والدتهما التي توفت...ومرت الأيام علي وفاة والدتهما وعاد حال الأسرة كما كان بالرغم من أن وفاة الأم قد ترك جرحا كبيرا في قلب كل فرد من افراد الاسره فقد كان الأب و الاخويين بالعمل والاخت بالمنزل وفاتن بين الدراسه والعمل...التحقت فاتن بالمدرسة الثانوية وقد زادت الأعباء عليها فلم تعد تقوي علي الدراسة والعمل بأننً واحد وخصوصا بعد ان زاد عدد موادها الدراسية وعدد ساعات عملها في أننَ واحد فلم يكن لفاتن سوي أن تختار شيء واحد لكي تكمل به... حكت مشكلتها هذه لأختها مها لعلها تجد عندها حلا لها فنصحتها مها بأن تكمل دراستها تنفيذا لما وصته به امها وان تبحث عن عمل آخر بعدد ساعات أقل... فشكرت اختها علي النصيحه وقررت أن تأخذ استشارة والدها واخويها في نصيحة اختها...فشجعها اخويها علي العمل بهذه النصيحة ولكن والدها نصحها بان تظل بالمنزل علي اختها افضل لها... جلست فاتن تفكر بما قاله لها اخواتها وبما قاله لها والدها... وقررت ان تنفذ نصيحة اخواتهاوذهبت لأبيهالكي تخبره بما قررت فعله... ولكن ابيها رفض ذلك وقال لها اما ان تكمل عملها بدون تعليم او تظل بالمنزل... مبررا ذلك بانه اذا اكملت تعليمها او لم تكمل فسوف تكون نهايتها الزواج وانها لن تستفيد بالتعليم شيئا...حاولت فاتن ان تقنع ابيها بان تكمل تعليمهاوان تعمل فرفض ابيها فاخذت تلح عليه كثيرا وبعد الحاحاَ شديدا وافق ابيها علي رغبتها... بشرط ان تتوقف عن العمل وان تقضي بقية الوقت مع اختها بالمنزلولم يعط لها مبررات برغبته هذه...فوافقت فاتن علي الفور... وبدأت تفكر من اين ستأتي بمصاريف تعليمها بعد ان توقفت عن العمل ولكنها لم تجد حلا وحتي اختها لم تجد لمشكلة فاتن حلا ولا اخويها... فحزنت فاتن حزنا شديدا ولكنها قررت ان تكمل تعليمها متحديه بذلك كل الصعاب التي قد تواجهها واستيقظت فاتن من النوم وذهبت لمدرستها ولاحظت عليها معلماتها فاطمة معلمة الرياضيات شرودها اثناء الحصة وانها لاتقوم بالإجابة علي المسائل الصعبة التي يصعب حلها علي زملائها كما اعتادت... وعندما انتهي وقت الحصة نادت المعلمة فاطمة علي فاتن وسألتها ماذا بك فقالت لها فاتن لاشيء يا معلمتي...لاشيء فقالت لها معلمتها انا واثقه بأن بك شيء ما!! وبعد إلحاح شديد من معلمتها أخبرتها فاتن بمشكلتها... فقالت لها المعلمه بأنني سوف اتكفل بمصاريف دراستك وذلك لانك يا فاتن طالبه متفوقه وأخلاقك رفيعه وانا لا اريد ان اخسر طالبه مثلك...ففرحت فاتن لذلك فرحا شديدا وشكرت معلمتها لمعروفها... ورجعت فاتن لمنزلها والفرحه تملأ قلبها لانها سوف تكمل تعليمها وفي نفس الوقت سوف تفعل ما أمره بها والدها وأخبرت فاتن اسرتها بهذا الخبر وسعدوا جدا بهذا الخبر... ومرت السنين وجاء ميعاد اختبارات فاتن الاخيرة التي سوف تحدد مستقبلها العلميوأخذت فاتن تراجع وتذاكر دروسها بإستمرار آملآ بأن تحصل علي درجات عاليه وأنجزت فاتن معظم اختبارتها فلم يكن يتبقي لها سوي اختبارواحد ولكنه كان الاصعب... فأخذت تذاكر الماده المتبقيه مرارا وتكرارالكي تستطيع تحقيق الدرجات العاليه... ولكن قبل موعد الاختبار بيوم واحد حدث ما لم يكن في الحسبان فقد مرض والد فاتن مرضا شديدا نقل علي إثره الي المستشفي ولكنه بمجرد ان وصل المستشفي توفي ... فانهارت فاتن واخذت تبكي وتبكي وتبكي ... حزنا علي فقد والدها... وذهبت الاختبار في اليوم الثاني والدموع تملأ عينيها وجاوبت علي جميع الاسئله لم تكن تعرف اإجابتها صحيحة ام خاطئة فقد كانت تجب علي الاسئله بدون تركيز... وما إن خرجت من قاعة الاختبارحتي تدهورت صحتها وفقدت وعيها وقام مدرسيها بنقلها للمشفي فقد كانت تعاني من ازمه نفسيه اثرت علي حالتها الصحيه وبعد مرور عدة اسابيع خرجت فاتن من المشفي بصحه جيده... وذهبت لمنزلها مع اخواتها... ومرت الايام وفاتن تنتظر ان تظهر نتائج الاختبارات إلي أن جاء اليوم الموعود وظهرت نتيجة الاختبار وقد اجتازت فاتن جميع الاختبارات بتفوق ... وكان سعادتها بالغه فقد حققت امنيتها ودخلت كلية الطب ومرت سنين دراستها سريعا وظهر فيها تفوقها الشديد فقد كانت اختها مها تعمل وتعطي ما تكسبه من اموال لاختها لكي تساعدها في دراستها وتخرجت فاتن من كلية الطب بتفوق وقد تم تعينها معيدة بالجامعة وبراتبها هذا غيرت المستوي المعيشي لاخواتها وتحولوا من اسره فقيره لاسره غنية وتزوجت فاتن من احد زملائها في الجامعه وعاشت حياه سعيدة بعد ذلك مع زوجها وذلك لانها ادركت ان العلم هو السبيل الوحيد لتحقيق السعاده في الحياه...